المتروبوليت هيلاريون: سيتباحث البطريرك كيريل والبابا فرنسيس حول وضع المسيحيّين
بعد أن تمّ اللقاء في الفاتيكان بين البابا فرنسيس ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو سيادة المتروبوليت هيلاريون، أجرت وسيلة الإعلام "ريا نوفوستي" مع سيادته مقابلة صحفيّة تحدّث فيها عن بعض التفاصيل الخاصّة بإمكانيّة اللقاء الثاني بين البابا ورئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، جاء فيها:
- سيدنا، بعد المحادثة التي أجريتموها مع البابا فرنسيس أعربتم عن أملكم في عقد لقاء ثانٍ في العام 2022 والذي سيجري الإعداد له في الشهور القريبة القادمة. فهل نتوقّع حدوثه في النصف الثاني من العام 2022 في فصل الربيع أو الصيف، أي قبل الصوم الكبير أو بعد عيد الفصح؟
- أعتقد أنّه من الأفضل أن يتمّ اللقاء بعد عيد الفصح، ولكن لم يُتَّفق بعدعلى وقت محدَّد.
- هل من تخطيط لتوقيت محدَّد لهذا اللقاء ليتزامن مع حدث معيَّن أو ذكرى سنويّة؟
- ليس هناك أي تخطيط مثل هذا.
- أعلن البابا فرنسيس مؤخَّرًا أنّه مستعدّ زيارة موسكو. غير أنّه في لقائكم الأخير معه لم تتداولوا مع البطريرك كيريل عن مكان ما للاجتماع. فهل يمكنكم توضيح السبب؟ ألا ترتأي الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة اختيار لقاء البطريرك والبابا في موسكو؟
- نتحاور، الآن، حول إمكانية تنظيم اللقاء لا في روسيا ولا في إيطاليا، إنّما في بلد ثالث.
- هل من الممكن زيارة البطريرك كيريل للفاتيكان للقاء البابا فيها أم لا؟
- ليس هناك أيّ تحضير لهذا.
- ما هو، برأيكم، المكان الأفضل أو الأكثر مناسبة لهذا اللقاء؟
- لقد طرحنا بعض الأماكن، ولكن لم يتمّ الاتفاق على إحداها، حتّى الآن، مع جميع الأطراف المعنيّة.
- هل يمكن عقد الاجتماع مرّة أخرى، على سبيل المثال، في هافانا؟
- لا أعتقد.
- أعرب قداسة البطريرك كيريل عن استعداده لحضور منتدى رؤساء أديان العالم في كازاخستان في العام 2022. كما أنّه من المقرَّر نظيم المنتدى في روسيا بين الأديان المختلفة تحت رعاية الأمم المتّحدة في العام 2022. فهل من الممكن لرئيسَي الكنيسة الروسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة أن يجتمعا في إحدى هاتين المناسبتين؟
- لم نناقش مواضيع كهذه.
- ما هي الأهداف الرئيسيّة للقاء الثاني بين البطريرك كيريل والبابا فرنسيس؟ وما هي المواضيع المطروحة التي يبغي الطرفان مناقشتها؟
- الموضوع الأساس هو إمكانيّة بقاء المسيحيّين على قيد الحياة في عالم يواجهون فيه العنف والكراهية في أكثر من منطقة. وهذا ليس، فقط، في الشرق الأوسط، حيث تمّ، خلال السنوات الأخيرة، في بعض البلدان عمليّات طرد جماعيّ للمسيحيّين من مواطنهم وديارهم. ولا أقصد عددًا من البلدان الأفريقيّة حيث يتعرّض اليوم المسيحيّون للاضطهاد الشديد، وحسب، وإنّما في أوروبا حيث تتكرّر فيها حالات الاعتداء على الكنائس وتدنيس المقدّسات. لقد ذكرتُ بعضًا من هذه الحالات في محاضرتي التي ألقيتها في جامعة "باري" في إيطاليا.
- هل سيناقش الطرفان مواضيع إحلال السلام، وتقليل التوتّر السياسيّ بين الغرب وروسيا، ودعم القيم المسيحيّة التقليديّة في أوروبا والعالم بأكمله، والتطوّرات العالميّة في الابتعاد عن العقائد التقليديّة الخاصّة بزواج الجنسين، والتقنيات الحيويّة الجديدة، وإدخال الذكاء الاصطناعيّ، وموضوع الوباء والمخاوف من السيطرة الكاملة على الناس، وموضوع اللّاجئين والأزمات، والمشاكل البيئيّة، ومستقبل المسيحيّة والإنسانيّة بشكل عام؟ وما هي الأسئلة الأكثر أهمّيّة؟
- لا شكّ أنّ الحديث سيتطرّق إلى معظم هذه المسائل أو إلى جزء منها على الأقلّ، غير نّه لم يُحدَد، حتّى الآن، مضمون مواضيع الاجتماع، غير أنّنا بدأنا، بالفعل، في مناقشتها مع الكاردينال كوخ.
- هل من المفترض مناقشة المواضيع اللّاهوتيّة لإزالة التناقضات العقائديّة بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة؟
- لن تأخذ مواضيع كهذه حيّزًا من المناقشة.
- ما هي توقّعات الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة عن موقف البابا فرنسيس بما يختصّ المسألة الكنسيّة الأوكرانيّة؟ وهل توقّفت زيارته لأوكرانيا في ظلّ الاستعدادات الجارية للقائه الثاني مع بطريرك موسكو؟ وهل يُتوقَّع أن يعلن البابا فرنسيس صريحًا عن دعمه لموقف الكنيسة الروسيّة حول الانشقاق الكنسيّ في أوكرانيا، وكذلك الأزمة في العالم الأرثوذكسيّ نتيجة تصرّفات بطريرك القسطنطينيّة برثلماوس؟
- لا يليق بنا، البتّة، أن نقحم البابا في حلول المشاكل العالقة بين الأرثوذكسيّين. إنّ الوضع في أوكرانيا مدعاة لقلقنا المشترك، ولكن لم يتحدّد، بعد، ما إذا ستتمّ مناقشته في اللقاء بين البابا والبطريرك أم لا.
- هل من المفترض أن تؤكّد الكنيسة الروسيّة في مفاوضاتها مع البابا موقفها حول المشاكل المسيحيّة في مناطق أخرى كالجبل الأسود ومقدونيا؟
- لا أعتقد أنّه ستتمّ مناقشة مواضيع مثل هذه رغم أنّ كلًّا من رئيسَي الكنيستين له أن يقرّر مناقشة أيّ موضوع يريد. سنقوم أنا والكاردينال كوخ بإعداد قائمة الأسئلة، ولكن كيف ستسير المحادثة، فهذا يعتمد على المحاورين.
- هل تحقّقت جميع النقاط المذكورة في بيان هافانا المشترك لعام 2016، وماذا أُنجز منها وما الذي لا يزال يتعيّن القيام به؟
-لا لم تتحقّق، بل هي بعيدة عن التحقيق. لقد أصدرنا هذا البيان ليكون نبراسًا لسنوات عديدة قادمة، ولكن، وبغض النظر عن نجاح اللقاء المقبل أم لا، فإنّ اللقاء الأوّل جاء، بحدّ ذاته، حدثًا بارزًا في تاريخ العلاقات بين الكنيستين.
- هل سننتظر بيانًا جديدًا، بعد اللقاء الثاني، وما هي النقاط الرئيسيّة الواردة فيه؟
- لا تزال النقاط في طور المناقشة.
- هل من الممكن أن يشترك في هذا اللقاء ممثّلو الأديان الأخرى؟
- من المقرَّر أن يكون اللقاء ثنائيًّا.
- كيف تقيّمون، بشكل عامّ، نتائج اللقاء بينكم وبين البابا فرنسيس؟ ما هي الأسئلة التي طُرحت خلاله والتي تعتبرونها الأكثر أهمّيّة وذات صلة محدَّدة، ولماذا؟
- أعتبر أنّ هذه المحادثة جاءت في غاية الأهمّيّة، وقد دامت ساعة واحدة، ودارت في جوّ من المحبّة والسلام. تمكنتُ فيها من مناقشة جميع المسائل الرئيسيّة لجدول الأعمال بين كنيستينا. لقد كان لقاء مثمرًا جدّاً.
تحدّثت أولغا ليبيتش