المتروبوليت هيلاريون: ليس هناك أي حديث عن توحيد بين الأرثوذكس والكاثوليك
خلال اللقاء الأخير للبابا فرنسيس ورئيس أساقفة أثينا إيرونيموس الثاني (رئيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسيّة)، ومن الحديث الذي تكلّم فيه البابا فرنسيس رأى الكثير من الناس أنه يعتذر للأرثوذكس عن التصرفات الخاطئة التي سببها الكاثوليك لهم عبر التاريخ. جاء في حديثه: "لسنوات عديدة سممتنا السموم، لقد قسمتنا بذور الشك، وأنا أعترف بالخزي أنّ قرارات الكنيسة الكاثوليكيّة لا علاقة لها بتعليم ربّنا يسوع والإنجيل المقدّس".
في هذا الصدد، خلال البرنامج التليفزيوني "الكنيسة والعالم" أجاب سيادة المتروبوليت هيلاريون مطران فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو على سؤال المراسلة كاتيرينا غراتشوفا الذي سألت فيه: " هل هذه التصريحات للبابا تأخذنا إلى خطوات لتوحيد الأرثوذكس والكاثوليك، وهل هذا التوحيد من الممكن أن يحدث؟".
فأجاب سيادته: "ليس هناك أي حديث عن توحيد الكنيستين، لأنّ الانقسامات بينهما حدثت منذ زمن طويل، وفي الواقع هناك عديد من التناقضات. في يومنا تعيش الكنيستان حياتهما المستقلّة منذ ما يقارب العشرة قرون. بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلافات في فهم العقائد المسيحيّة الأساسيّة، على سبيل المثال (تكريم القديسين). إنّ هناك شخصيات في كنيستنا الأرثوذكسيّة نعتبرهم قديسين، ولكن لا يتم الاعتراف بهم في نفس الصفة في الكنيسة الكاثوليكيّة. في نفس الوقت، هناك العديد من القديسين الكاثوليك الذين لا تعترف بهم الكنيسة الأرثوذكسيّة. فأقول من جديد: لا يوجد أي حديث عن التوحيد، ولكن يمكننا أن نتحدثّ عن إنهاء جو التنافس والعداء الذي كان قائم منذ قرون عديدة بيننا".
وخصّ بالذكر سيادته "أنّ هذه الكلمات للبابا فرنسيس التي أصبحت باباً للمناقشة في العالم، هي ليست الاعتذار الأول للأرثوذكس من قِبَل رؤساء الكنيسة الكاثوليكيّة. في تاريخنا، ألقى مثل هذه التصريحات أسلاف البابا فرنسيس مرات عديدة، وتحدّثوا مباشرة عن الأخطاء العديدة التي ارتكبها الكاثوليك ضد الأرثوذكس. مثل العنف في بعض الأحيان ضد الأرثوذكس وكذلك إنشاء "الاتحاد". نعلم أنه في التاريخ حصلت محاولات كثيرة لتحويل الأرثوذكس إلى الكاثوليكيّة بطرق مختلفة. وكان انشاء "الاتحاد" إحدى هذه الطرق، أي سُمح للأرثوذكس بالحفاظ على طقوسهم الليتورجيّة، لكن في الوقت نفسه كان عليهم الالتزام بقوانين الكنيسة الكاثوليكيّة والقبول التام للعقيدة الكاثوليكيّة، مثل عقيدة الولاية العالميّة لبابا روما.
وأشار المتروبوليت هيلاريون إلى أنّ "الاتحاد" كان كذباً على الناس، لأنّ الكثير من الأرثوذكس لم يعلموا أنّهم غيروا إيمانهم، بسبب بقائهم على الطقوس الليتورجيّة نفسها، والملابس الكنسيّة نفسها والصلوات والترتيل في القداس.
بعد اللقاء بين قداسة البطريرك كيريل والبابا فرنسيس في هافانا، صدر بيان مشترك جاء فيه: "الاتحاد ليس وسيلة لتحقيق الوحدة". وهذه النقطة مهمة جداً.
وقال المطران هيلاريون في الختام: "أمّا الكلمات التي ألقاها البابا فرنسيس في اليونان منذ وقت قريب، من الممكن اعتبارها مساهمة مهمة في تطبيع العلاقات بين الأرثوذكس والكاثوليك، ولا يمكن اعتبارها الأساس لتوحيد الكنائس سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي".
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة
البطريرك
17.04.2022
13.03.2022
27.01.2022
27.01.2022
09.05.2022
14.03.2022
13.03.2022
07.03.2022
05.03.2022